الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة وبراهين عظمته القاهرة وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات شهادة تقود قائلها إلى الجنات وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله والمبعوث إلى كافة البريات بالآيات المعجزات والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة وأصحابه الفضلاء الثقات وعلى أتباعهم بإحسان وسلم كثيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهمية دور المثقف
إنه لمن المؤكد أن أحدا لا يشك في أهميه دور المثقف الجاد والملتزم في حياة الشعوب والأمم، وأدواره المطلوبة في عملية النهوض والتغيير المنشود للمجتمعات، وقياده حركة الوعي فيها. إلا أن السؤال الذي يثار دائما عن جدوى وأهمية دور المثقف، ولو بصيغ وأشكال مختلفة، هو حول الأدوار المطلوب من المثقف القيام بها في هذه اللحظة الراهنة من التاريخ، في ظل المتغيرات والتحولات الكونية الكبيرة والمتعددة، التي جرت وحدثت وغيرت عالم اليوم، حيث انعكست على صورة المثقف، وأبرزت العديد من التصورات تتعلق بالجانب المفهومي لمصطلح المثقف، وبدلت بالتالي من صورته، وأثرت في وظيفته، ودوره المطلوب.