ثاني أكسيد الكربون يسبب
الاحترار أكثر من المتوقع
باريس: يتسبب ثاني اكسيد الكربون
بالاحترار بنسبة بـ 50% اكثر مما كان يعتقد الامر الذي يدفع للتساؤل حول
الاهداف التي تقضي بتثبيت الانبعاثات على هذا المستوى على الامد البعيد،
بحسب دراسة نشرت الاحد.
وقال علماء بريطانيون في الدراسة التي
نشرتها مجلة "نيتشر جيوساينس" ان بعض الجهات المعنية بتقييم تطور المناخ
تغاضت عن التغيرات الطبيعية الخطرة الناتجة عن الاحترار بسبب ثاني اكسيد
الكربون.
واضاف العلماء ان الحسابات المرتبطة بانبعاثات الكربون
الناتجة عن الانشطة البشررية قد تكون اقل بـ30 الى 50% مما هي عليه في
الواقع.
ونشرت الدراسة عشية مؤتمر الامم المتحدة في كوبنهاغن الذي
سيستمر 12 يوما من اجل مناقشة الحلول المستدامة لانبعاثات غازات الدفيئة في
العالم.
وشدد الخبراء على فكرة ان هذا الاحترار الذي يفوق المتوقع
تمتد آثاره على قرون وليس على القرن الحالي فحسب.
لكن هذا لا يعني
ان الارتفاع الذي توقعته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيير المناخ
للعام 2100 يجب ان يعاد النظر به، وفقا للعلماء.
وقال المشرف على
الدراسة دان لانت من جامعة بريستول البريطانية "لا نود المبالغة في
تحذيراتنا، لكن ان كان الناس يفكرون بتثبيت معدلات الانبعاثات او التوصل
الى معاهدة او مناقشة المستويات التي يفترض ان تكون الانبعاثات عليها، من
المهم ان يكونوا مدركين للآثار البعيدة الامد لهذه الانبعاثات ان استمرت
مستويات ثاني اكسيد الكربون على حالها مدة طويلة".
في هذا الاطار
قرر فريق لانت دراسة نموذج عن حقبة كانت درجات الحرارة مرتفعة فيها منذ
زهاء ثلاثة ملايين عاما.
وتمنح العينات المستخرجة من الترسبات
المحيطية فكرة واضحة عن معدلات الحرارة ونسب ثاني اكسيد الكربون في الجو
آنذاك.
لكن ما اكتشفه الفريق هو ان نسب ثاني اكسيد الكربون التي
كانت آنذاك نحو 400 جزيئية بالمليون لم تكن متناسبة مع درجات الحرارة التي
كان معدلها اعلى بثلاث درجات من المعدل الحالي.
ولا يمكن تفسير
الاحترار بشكل كامل دون الاخذ بالاعتبار ذوبان البقع الجليدة وتغير النبات
الذي يجعل الارض تمتص كمية اكبر من اشعة الشمس، ما يزيد الاحترار.
وحين
تطبق هذه المعطيات على الوقت الحاضر يمكننا الاستنتاج ان ما ينتظرنا لن
يكون مختلفا جدا عما سبق ان توقعناه.
وقال لانت "في هذه المدة
الزمنية لا نظن ان البقعة الجليدية في غرينلاند ستذوب ولا حتى البقعة
الجليدية في المحيط المتجمد الجنوبي "الانركتيك". هذا ما شهدناه في النموذ
الذي درسناه والعائد الى ثلاث ملايين سنة، لكننا نستبعد حصوله في القرن
المقبل".
لكن المعضلة تكمن في ايجاد معدلات مناسبة ومستقرة
للانبعاثات تجنب الاجيال القادمة الدخول في دوامة الاحترار الطويلة الامد.
ويقضي
الهدف المعتمد حاليا بالحد من الاحترار بدرجتين اضافيتين اي ما يعادل 450
جزيئية في المليون من ثاني اكسيد الكربون فيما تقدر النسبة الحالية بـ387
جزيئية بالمليون.
ويعتبر لانت ان المعدلات الحالية مرتفعة جدا
بالمقارنة مع الاهداف المحددة. واوضح "ان 400 جزيئية بالمليون تعني اكثر
مما يظن العلماء اي اكثر من درجتين مئويتين. ان اردنا تحقيق الهدف فعلا
بالحد من الاحترار بدرجتين مئويتين على نسب الكربون الا تتعدى 380 جزيئية
بالمليون. هذا هو المستوى الذي يجب ان يتبنى ويتفق عليه لقرون
واجيال قادمة".