°l||l° خسارة المليارات في العراق °l||l°

وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين ...





>> خسارة المليارات في العراق <<


مع أختفاء الشمس خلف الافق الترابي و مع برودة الهواء، يتجمع عدد من الرجال بقرب محل احد القصابين بمنطقة الكرادة في بغداد. فيحتسون الشاي و يلعبون الدومينو و يتبادلون اطراف الحديث و يتناقشون حول اكثر الوزارات العراقية فساداً.

فيقول احدهم: "انها وزارة التجارة بكل تأكيد"، و يقول الأخر: "كلا، انها وزارة الداخلية لأن الشرطة هم الأسوأ على الأطلاق". و تطول قائمة الأقتراحات حتى ينهي احدهم هذه النقاشات بقوله: " كلها فاسدة و على بحد سواء"

و يتزامن هذا الرأي مع بيان اصدرته لجنة النزاهة مؤخراً (و تسرب الى الاعلام الغربي) يبين حجم المشكلة التي تواجه الحكومة العراقية. و يقول البيان، الذي تكون عن تحقيق اللجنة ب 12,000 شكوى حول الفساد الحكومي، إن اكثر الوزارات معاناةً من الفساد هي، و من دون ترتيب،: وزارة الدفاع، والداخلية، و المالية، والتعليم، و وزارة الصحة.

و يقول مسؤول في وزارة الدفاع ان احدى حالات الفساد هي جمع عشرات الآلاف من الدولارات من خلال أستحصال حوالي 500 دولار من كل فرد من المجندين الشباب لكي ينظموا الى الجيش. و تقول النائبة و عضوة لجنة النزاهة البرلمانية السيدة عالية النصيف "ان البيان يتكلم عن جزءاً بسيطاً مما يجري على ارض الواقع. فهنالك ملايين و مليارات الدولارات المسروقة".

كما قالت السيدة عالية النصيف ان بعد نشرها لأدلة حول الفساد المستشري في وزارتي التجارة والدفاع، قامت كلتا الوزارتين برفع دعاوي قضائية ضدها. فقد دعى رئيس الوزراء نوري المالكي الحكومة مؤخراً الى اعلان الحرب ضد الفساد، غير ان هذه المعركة تبدو فردية بالنسبة للسيدة نصيف. و أضافت " ان المالكي وعد بنفس الوعود في العام الماضي.اذ ان المشكلة تكمن في عدم معاقبة المسؤولين الكبار في العراق".


تجارة وليست معونة

في سوق الشورجة المزدحم في بغداد، حيث يكون الفساد علنياً، تبيع بعض الاكشاك مفردات من الحصة التموينية التي يعتمد عيلها العديد من العراقيين. و ان وزارة التجارة متهمة بجني الملايين من خلال بيعها للمعونة الغذائية الى التجار بدلا من توزيعها على المواطنين.

و في أواخر نيسان، قامت لجنة النزاهة بأرسال وحدة من الشرطة لتقدم مذكرة بأعتقال المسؤولين الكبار في وزارة التجارة و بضمنهم شقيقي الوزير.



"لقد كانت الامور في ايام صدام سيئة، غير انها اصبحت أسوأ في هذه الأيام.... و ان اكثر ما يقلقني هو تأثير هذا الفساد على الوضع الأمني."، يقول منشقاً سابقاً

غير انه تم أستقبال الشرطة بعيارات نارية اطلقها حراس الوزارة. و خلا تبادل النار، تمكن المسؤولين و بضمنهنم الشقيقان من الهروب عن طريق بوابة خلفية. و حينها تم القبض على احد الشقيقين، لكن الوزير ينكر الادعاءات حول اي خرق".

يقول احد المتبضعين في سوق الشورجة: "هل هذه هي الديمقراطية ؟. المسؤولون يصبحون أغنياء على حساب معاناتنا". و يضيف شخصأ اخر "لم يكن ليحصل هكذا شي في زمن صدام. ربما كانت لدينا مشاكلنا و لكننا لم نتعرض للسلب".


الفساد و الأمن

حتى بعض المعارضين السابقين لصدام يقومون بمقارنات مماثلة. "لقد كانت الامور سيئة في أيام صدام، لكنها اصبحت اسوأ في هذه الأيام."، يقول منفي سياسي سابق فضل عدم ذكر اسمه، عاش 30 سنة في الممكلة المتحدة و عاد مؤخرا و كله أمل و تفاؤل بمستقبل العراق. "لقد ذهلت بمستويات الفساد. و أكثر ما يقلقني هو تأثير هذا الفساد على الوضع الأمني".

على الرغم من التحسن الامني في بغداد، لا يزال العنف جزءاً من الحياة اليومية. العديد من سكان بغداد قلقون حول مغادرة القوات الامريكية من المدينة في نهاية حزيران. حيث ستكون سلامتهم من مسئولية قوات الجيش والشرطة المتهمان بالفساد الفعلي.

و يقول المنشق السابق: "هنالك ملايين الدولارات المسروقة و بعض هذه المبالغ تذهب الى مجاميع ارهابية. وان الحكومة لا تستطيع ان تربح الحرب ضد قوات التمرد اذ لم تحارب الفساد أولاً. و الحرب ضد الفساد اصعب بكثير".

يرى البعض ان الحكومة قد خسرت هذه الحرب. فوفقاً لمنظمة الشفافية الدولية، فان العراق يعتبر واحد من اكثر المناطق فساداً في العالم، حيث يحتل المرتبة الثالثة بعد بورما و الصومال. والمشكلة ان محاربة الفساد في العراق ليس صعبا فقط و انما خطر أيضا. حيث أغتيل احد اعضاء اللجنة التي نشرت هذا البيان (بيان النزاهة) الاسبوع الماضي في شوارع بغداد.



بهذا أكون أنهيت موضوعي

أتمنى أن ينال إعجابكم

تحياتي